الشباب و تحديات المشاركة و التمكين

يعتبر الشباب موردًا بشريًا مهمًا لتقدم الأمم والشعوب، فالمجتمع الذي يمتلك هذا العنصر الثمين يمتلك القوة والحيوية والتقدم على سائر الأمم، كونهم يشكلون مخزونًا استراتيجيًا قادرًا على مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحاضرة منها والمستقبلية، فهم الأقدر على الدفاع عن القضايا العامة، وتحصيل الحقوق المختلفة لكافة شرائح المجتمع، وهم من يصنعون القرارات من خلال مشاركتهم السياسية بالانتخاب وصنع القرار، كما أنهم يوفرون الأيادي العاملة اللازمة لبناء الدولة وإنعاشها اقتصاديًا وتقوية دخلها، والمساهمة في المشاريع التعاونية والتطوعية والخدماتية وغيرها.
يضاف إلى ذلك مشاركة الشباب في نشر الثقافة والتغذية الفكرية والثقافية، وتعزيز حب الوطن والتعريف به، والمساهمة في تبادل الثقافات والاستفادة من الخبرات والتجارب وتكوين نقاط القوة التي تدعم التقدم والتطور.
ويشكل الشباب نسبة هائلة في المجتمع الموريتانى بنسبة عالية من إجمالي عدد السكان، وهذا يعني أن المجتمع الموريتانى مجتمع فتي، بالتالي لا بد من إبراز دور الشباب واستغلال طاقاتهم بشكل إيجابي لمواجهة التحديات ومتطلبات الحياة والصمود.
وبالرغم من تلك النسبة الكبيرة إلا أن الشباب يعاني من تحدياتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية وأسرية والتي من أخطرها الانقسامات الفئوية و الشرائحية………. و التي أفضت إلى مزيدٍ من التعقيدات و التحديات على فئة الشباب،
إضافة إلى الآثار السلبية التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة ومتطلباتها.
فئة الشباب هي الفئة الأكثر تأثيرًا في المجتمع، والقوة الكامنة القادرة على صنع التغيير وبناء المستقبل، إذ يشكلون المورد الوحيد والاستثمار الحقيقي للشعب، لذا يتوجب على كافة مؤسسات المجتمع (الحكومية، القطاع الخاص،الجتمع المدنى …….) الاستثمار فى هذه الفئة من أجل إحداث تنمية حقيقية ومستدامة، حيث أن عدم الاستثمار في هذه الفئة المنتجة وتركها دون الرعاية المطلوبة سوف ينعكس سلباً على المجتمع و على تحقيق هداف التنمية، خاصة وأن تهميش طاقات الشباب وتركهم دون تمكين يحولهم إلى عناصر هدامة للتنمية في الحاضر والمستقبل.
مجرد رأي.
انشاء الله ما إعود مقسول
الناشط السياسي البارز عبد الله ولد الحيمر



